اميره بكلمتى نائب المدير
Number of posts : 47 Registration date : 2008-05-10
| Subject: أغــرب اختبااار جااامعي Sat May 10, 2008 11:02 pm | |
| <HR style="COLOR: #fff0df" SIZE=1> الرياض: سعد المحارب
المكان: قاعة جامعية بكلية العلوم الإدارية في جامعة الملكسعود بالرياض، والزمان: الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الحالي، والمناسبة: اختبار مادة مبادئ القانون ضمن مقررات السنة الأولى لقسم القانون. وبعد أن توافدطلاب خمس شعب دراسية إلى قاعات الامتحان وأخذ المراقبون مواقعهم، وزعت كراسات الإجابة، ولم يتبقَ إلا إشارة البدء في أجواء لم تخل من قلق ظاهر على محياالقانونيين السعوديين الجدد.
وجاءت اللحظة المنتظرة بتوزيع الأسئلة التي أثارت ردود فعل فاجأت الجميع، فضجت القاعات بالضحك، واندهش المكان قبل المراقبين،فقد صيغت أسئلة الامتحان الأربعة بطريقة غير معتادة، حيث جاء نص السؤال الثاني: «جورجينا شابة اسبانية بارعة الجمال تزعم أن أصولها تعود إلى بني أمية، وقد قدمتإلى المملكة للتعرف على ارض الآباء والأجداد، فاستأجرت بيتاً في حي النظيم بجوارالسيد عصويد الهتلي الذي رأى أن وجودها إفساد لأخلاق الأعراب النشامى، فعمد إلىالتنغيص والتنكيد عليها ليدفعها إلى الرحيل، فكان تارة يرفع صوت التلفاز والمذياعلإزعاجها، وتارة يغني على أنغام ربابته وبأعلى صوته: طيري غدا والسلوقي ضاع. وتارةأخرى يوزع الطبول الأربعة على زوجاته الأربع ويغني مع أبنائه العشرة: طاق طاق منبالباب قلنا حجاب.
في مكتبك للمحاماة غير الفاخر والموجود على رصيف بحيالسلي، وقد أسندت أوراقك إلى احد الكراتين، جاءتك جورجينا تشكو إليك مشكلتها، وبعدأن استمعت إليها، عدّد معايير التعسف باستعمال الحق تعدادا فقط، واشرح لها بالتفصيل المعيار الذي ينطبق على حالتها».
وكان نص السؤال الثالث: «ابنك خريفيش 14.5المعجب جداً بلويس 14، طلب منك أن ترسم له مخططاً يبين تقسيم الحقوق بالقانون الوضعي، وقد رفضت ذلك فتدخلت حرمك المصون أم خريفيش 14.5، وقالت بالحرف الواحد: إماأن ترسم لفلذة كبدها أو لا عسيلة بعد اليوم، فحتى تظفر بعسيلة أم خريفيش 14.5، ارسميا رعاك الله مخططاً لتقسيم الحقوق في القانون الوضعي».
الأسئلة التي أثارت الضحك في القاعة كانت مثار مناقشة طلابية بعد مغادرتها، فقد رأى بعضهم أن هذاالأسلوب ساعده على كسر حدة الامتحان، ورأى غيره أن «الأسئلة حملت استخفافاً بالمقرر والطالب والموقف كله»، واعتبر ثالث أن الأسلوب جيد ولكن الأستاذ بالغ في الأمر علىنحو خادش.
قسم القانون من جانبه استدعى أستاذ المادة وحذره من تكرار هذاالأسلوب الذي اعتبره القسم غير مقبول، وشهد مكتب رئيس القسم نقاشاً ساخناً بلغ حدالملاسنة جراء إصرار الأستاذ على سلامة أسلوب الأسئلة من الناحيتين العلميةوالتربوية.
«الشرق الأوسط» توجهت إلى أستاذ المادة، وهو المحاضر محمدالشمري، 49 عاماً، الذي يحمل درجة البكالوريوس في تخصص القانون والشريعة من جامعةالكويت، ودرجة الماجستير في القانون الخاص من جامعة اكسن بيرفرانس الفرنسية، وكانبدأ مشروعه في دراسة الدكتوراه في جامعة نيس الفرنسية، إلا أن ظروف أحداث 11 سبتمبرقادته للعودة إلى الرياض، على أساس سفره من جديد إلى فرنسا خلال الفترة المقبلةلإتمام مرحلة الدكتوراه.
وكشف الشمري أن هذا الامتحان هو أول تجربة له فيهذا الاتجاه، وان عدم رضاه عن مستوى الطلاب هو ما جعله يؤجل فكرة استخدام هذاالأسلوب منذ بدء مهمته في القسم قبل سنتين، وان الهدف من الإجراء هو التقليل منرهبة الامتحان. وذكر أن «الضحالة العلمية» لدى بعض الأكاديميين السعوديين هي مادفعتهم إلى انتقاد أسلوبه، وأصر على سلامة موقفه من الناحيتين العلمية والتربوية،ودعا «الزملاء المعترضين إلى الاحتكام إلى القرآن والسنة»، إلا أنه عاد وأكد انهسيستجيب لطلب القسم بالعودة إلى النمط التقليدي للأسئلة.
واكد أن استخدامهللهجة العامية يأتي ضمن سياق مبرر، وان مقدمات الأسئلة كانت ذات طابع أدبي مستشهداًبقبول الطنطاوي والعقاد لاستخدام العامية ضمن النص الأدبي، ومعتبرا في السياق ذاتهأن استخدامه لتعبير «أكل عليه الدهر وشرب وبال» ضمن السؤال الأول لا يمثل خروجا علىالآداب العامة، مؤيدا رأيه بترديد الفقيه الحنبلي ابن الجوزي لما اعتبره ألفاظابذيئة في «أخبار الحمقى والمغفلين» و«الأذكياء»، كما برر صيغة السؤال الثالث بأن لاحياء في العلم، وان الطلبة الذين هم جمهور هذه الأسئلة هم من البالغين الذين لا ضررفي استخدام هذه اللغة معهم.
وحول تسجيله لمواقف اجتماعية وايديولوجية فيأسئلة امتحان يفترض أن يكون أداة لقياس التحصيل العلمي وليس تسجيل المواقف، قال إنالامتحان هو جزء من التعبير الثقافي العام وان التعبير الإبداعي والفني لا يختلف عنالتعبير بالامتحان، وان إشارته إلى فئة اجتماعية أو استعماله أسلوبا ذا دلالةايديولوجية، إنما اقتضاه سياق النص من دون أن يعبر عن إساءة مقصودة.
وفيتعليق على الموضوع، اعتبر أكاديمي سعودي فضل عدم ذكر اسمه أن جملة الملاحظاتالتي سيقت ضد هذا الامتحان تمثل ملاحظات فرعية، وان ثمة ملاحظتين جوهريتين لم تطرحاعلى هذا الامتحان، أولاهما أن تبني نصوصا خيالية في مقدمة أسئلة مادة متخصصة موجهةلطلاب في بداية طريقهم القانوني، يفترض أن يتشربوا لغة الحقيقة وليس المجاز، مايمثل خطأ أكبر من استخدام الأستاذ كلمات خارجة أو أساليب مزعجة، معتبراً أن الأسلوبالمجازي مقبول في مواد أخرى مثل الأدب والنقد الأدبي والإعلام. والثانية أن الأسئلةوان بدا أنها تطرح في شكل جديد يكسر القوالب المعتادة، إلا أنها مغرقة فيتقليديتها، فعند إعادة قراءة الأسئلة ستجد أنها استدعاء لمحفوظات الطلاب، وتأكيدعلى نمط التعليم التلقيني التقليدي، «أي أن الأستاذ لم يضف في هذا الامتحان إلاممارسة مشاغبة ومحاولة للتعبير عن خفة الظل». | |
|
مجرد بنت عضو نشيط
Number of posts : 91 Registration date : 2008-07-05
| |